السعودية واليمن- المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الحوثية

المؤلف: خالد السليمان10.02.2025
السعودية واليمن- المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الحوثية

تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الأشد اهتمامًا بالشأن اليمني، إذ قدمت دعمًا متواصلاً لتنمية اليمن على مر العصور، وسعت جاهدة لحل النزاعات الداخلية وإنهاء الحروب الأهلية، وعملت بلا كلل لإرساء السلام والاستقرار على أرضه. لهذا السبب، فإن المملكة لن تدعم اليوم وغدًا إلا ما يخدم مصلحة اليمن واليمنيين جمعاء! في الماضي، كان اليمن يتحرك في دائرة الشعارات القومية، محافظًا على توازنات دقيقة في علاقاته الإقليمية والدولية، دون تجاوز حدود الدعاية غير الضارة. ولكن منذ صعود جماعة الحوثي وسيطرتهم على العاصمة اليمنية، وانقسام البلاد بين الحوثيين والسلطة الشرعية، أصبح القرار في صنعاء أسيرًا لأجندات خارجية. تحولت صنعاء إلى مجرد أداة في هذا المشروع، بينما يدفع اليمنيون ثمن حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. على الرغم من وضوح الصورة في غزة ولبنان وسوريا والعراق، وتكشف حقيقة استغلال هذا المشروع للشعارات الفارغة لتحريك أدواته العربية في تلك الدول، وتعري جميع تلك الأدوات وتركها فريسة سهلة لآلة الحرب الإسرائيلية، فإن الحوثيين في اليمن لم يستوعبوا الدرس ولم يتعلموا من الأحداث الأخيرة، وأصروا على قيادة اليمنيين إلى نفس المصير الذي انتهى إليه أصحاب الشعارات الزائفة! لقد كان الحوثي ولا يزال تجسيدًا حيًا للمثل الشعبي "العنز التي تحفر قبرها بنفسها". فمن خلال استهداف حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، وقصف إسرائيل، وضرب السفن الأمريكية، يقوم الحوثي بأعمال استفزازية لا تجلب أي فائدة حقيقية، ولا تحقق أي مكاسب سوى عزل اليمن وتشويه صورته أمام المجتمع الدولي، وتعميق عزلته وتعريضه لهجمات انتقامية! قد يمتلك الحوثي دوافع أيديولوجية تدفعه إلى التورط بسذاجة في صراع لا يمت لليمن بصلة، ولكن ما هو ذنب الشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذه الأيديولوجيا الجوفاء التي لا تخدم مصالحه وعلاقاته الطبيعية في محيطه الإقليمي ومجتمعه الدولي؟ باختصار، تكمن أهمية تخليص اليمن من هذا النظام غير الشرعي في كونه لا يخدم حاضر اليمن ولا مستقبله. إن تقدم اليمن وازدهاره مرهونان بعلاقات طبيعية مع جيرانه، وسلام شامل يحقق الاستقرار والتنمية لشعبه!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة